تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ ) (١) فيتبدّل الغيب شهادةً ، والسرّ علناً ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) (٢) وتظهر كلّ فعلةٍ أو عقيدة خافية ظهوراً بارزاً في أرض الموقف ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ) (٣) .
ويتفاوت حشر الناس بحسب أعمالهم الظاهرة ، فيحشر المتقون ركباناً ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا ) (٤) وعلى وجوههم مظاهر الفرح والسرور ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ) (٥) بما اُعدّ لها من الثواب والفوز العظيم ، ولهم نور وبهاء يميزهم عن أهل الموقف ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ) (٦) .
ويحشر المجرمون من الكافرين والمشركين مقرّنين مع أوليائهم من الشياطين جثياً ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ) (٧) ومع ما كانوا يعبدون من دون الله سبحانه ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ) (٨) ويتميزون عن أهل الموقف بوجوههم المسودّة ومظاهرهم الكئيبة ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) (٩) .
__________________________
١) سورة الحاقة : ٦٩ / ١٨ .
٢) سورة الطارق : ٨٦ / ٩ .
٣) سورة غافر : ٤٠ / ١٦ .
٤) سورة مريم : ١٩ / ٨٥ .
٥) سورة عبس : ٨٠ / ٣٨ ـ ٣٩ .
٦) سورة الحديد : ٥٧ / ١٢ .
٧) سورة مريم : ١٩ / ٦٨ .
٨) سورة الفرقان : ٢٥ / ١٧ .
٩) سورة عبس : ٨٠ / ٤٠ ـ ٤١ .