بالروح التي يقبضها ملك الموت ( قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) (١) أي إنكم لا تضلون في الأرض ولا تنعدمون بسبب الموت ، لأنّ الملك الموكل بالموت يأخذ أرواحكم ، فتبقى في قبضته ولا تضلّ ، ثم إذا بُعثتم ترجعون إلى الله لفصل القضاء بلحوق أبدانكم إلى نفوسكم وتعلّقها بها وأنتم أنتم (٢) .
الثالث : التنديد بظاهرة الإنكار ليوم المعاد وتهديد المنكرين بأشدّ العقاب ، قال تعالى : ( وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (٣) ، وقال تعالى : ( وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) (٤) ، وقال تعالى : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ) (٥) .
يبدو من خلال مجموع الشبهات التي تعلّق بها الفلاسفة القدامى والمتأخرون لانكار جسمانية المعاد ، أنّها ترجع إمّا إلى الجهل بصفات الحقّ
__________________________
١) سورة السجدة : ٣٢ / ١١ .
٢) راجع تفسير الميزان / الطباطبائي ١١ : ٢٩٩ .
٣) سورة الرعد : ١٣ / ٥ .
٤) سورة الإسراء : ١٧ / ١٠ .
٥) سورة المطففين : ٨٣ / ١٠ ـ ١٢ .