ويوم التلاقي ، ويوم التنادي ، ويوم الحساب ، ويوم الفصل ، ويوم الحسرة ، ويوم الوعيد .
والقيامة من المنازل الشديدة والمواقف العصيبة على ابن آدم ، لما فيها من شدّة الأهوال ، ورهبة الفزع ، وطول الوقوف ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) (١) .
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « كلّ شيءٍ من الدنيا سماعه أعظم من عيانه ، وكلّ شيء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه ، فيكفيكم من العيان السماع ، ومن الغيب الخبر » (٢) .
ومواقف القيامة كثيرة ، وساعاتها طويلة ، ومقاماتها مختلفة ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : « حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا عليها ، فانّ للقيامة خمسين موقفاً ، كلّ موقف مقداره ألف سنة » ثمّ تلا قوله تعالى : ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) (٣) .
وفيما يلي نذكر تلك المشاهد من نفخة الصور إلى انتظار النداء بفصل القضاء ، إما بالإسعاد في الجنة ، أو الإشقاء في النار :
١ ـ نفخة الصعق ، أو صيحة الموت : قال تعالى : ( وَنُفِخَ فِي
__________________________
١) سورة الحج : ٢٢ / ١ ـ ٢ .
٢) نهج البلاغة / صبحي الصالح : ١٧٠ / الخطبة ( ١١٤ ) .
٣) الكافي / الكليني ٨ : ١٤٣ / ١٠٨ ، أمالي الطوسي : ٣٦ / ٣٨ ، والآية من سورة المعارج : ٧٠ / ٤ .