حقيقة الروح والمعاد
من الحقائق المسلّمة أن روحك التي بين جنبيك هي أقرب الأشياء إليك وأشدّها لصوقاً بك ، إلّا أن حقيقتها غيبية مجهولة ، لم يستطع العقل البشري أن يتوصل إلى معرفة أسرار كنهها واستجلاء ماهيتها .
ومن هنا تعدّدت آراء الفلاسفة ونظريات المتكلمين في ماهية الروح ، وهل هي عرض أو جوهر (١) ، وفي نشأة الروح وهل هي قديمة أو حادثة ، وفي علاقة الروح بالبدن ومحلّها منه وتعلّقها به ، وفي خلودها بعد الموت ، وحقيقة سعادتها وشقاوتها ، وغيرها من المباحث الكثيرة (٢) .
__________________________
١) العرض : الموجود الذي يحتاج في وجوده إلى موضع يقوم به ، والجوهر : ما قام بنفسه ، راجع : تجريد الاعتقاد / نصير الدين الطوسي : ١٤٣ ـ مكتب الاعلام الإسلامي ، دستور العلماء / القاضي الأحمدنگري ١ : ١٩٨ و ٤١٨ ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، المقابسات / أبو حيان : ٢٥٩ ـ دار الأدب ـ بيروت .
٢) راجع : الروح / ابن القيم : ١٢٩ و ١٥٨ و ١٩٥ ـ دار القلم ـ بيروت ،