أولاً : استحضار الأرواح : وهو العلم الذي يتمّ بواسطته الارتباط بالموتى عن طريق استحضار أرواحهم من عالمها ، فتظهر أمام المستحضر وتُحدّثه وتُثبت له بكلّ وضوح أنها روح فلان ، وتجيب على أكثر الأسئلة التي توجه إليها بعقلٍ وحكمة إلى الحدّ الذي استعان بعض العلماء بالأرواح في حلّ ما يجهلونه من مسائل معقدة ، كما تجيب الروح عندما تُسأل عن حالها ومصيرها بعد الموت وما هي فيه من نعيم أو جحيم .
وأثارت هذه الظاهرة دهشة كثير من علماء الطبيعة والطب والفلاسفة وغيرهم من كافة أرجاء المعمورة ، فتواصلت دراساتهم العلمية متلاحقةً ، وأوقفتهم على قضايا مثيرة للانتباه فيما يتعلق بعالم الروح وبقائها وحضورها بعد الموت عن طريق التحقيقات العلمية القائمة على البحث والتجربة والدراسات المستفيضة ، فأقروا هذا العلم ، واعترفوا بخوارق مشاهداته بعد أن قام لهم الدليل الذي لا يتطرق إليه الشك والبرهان الذي يستحيل دحضه ، وقد ذكر وجدي في ( دائرة المعارف ) جدولاً بأسماء مشاهير اُولئك العلماء (١) .
كما اُخضعت تلك الدراسات للرقابة العلمية حيث تأسست جمعية في بريطانيا وأمريكا برئاسة الاستاذ هيزلوب عن أمريكا ، والدكتور هودسن عن بريطانيا ، واستمرت تلك الجمعية بالفحص والبحث نحواً من اثني عشر عاماً ، ثمّ أعلنت سنة ١٨٩٩ م أنّها قد اقتنعت بصحة تلك التحقيقات وبكون نتائجها هي من فعل أرواح الموتىٰ .
وتفرّغ كثير من العلماء الماديين من مختلف بلدان العالم للبحث في هذا
__________________________
١) دائرة معارف القرن العشرين / وجدي ٤ : ٣٧٧ ـ ٣٧٨ .