فإن قيل : كيف عملت «لا» ، وهي تدخل على الاسم والفعل والحرف ، ولا تعمل عندنا إلّا بشرط الاختصاص بما تدخل عليه؟
فنقول : هذه المعاملة مختصة بالأسماء لأنّها في جواب من قال : «هل من رجل» ، كما تقدم.
فإن دخلت على جمع السلامة بالألف والتاء ، مثل : «أذرعات» ، ففيها خلاف. فمن قال : إنّ الحركة في «لا رجل» ، حركة إعراب يقول في النصب هنا : «لا أذرعات» بالكسر. ومن قال : إنّها حركة بناء يقول : لا أذرعات ، بالفتح ولا يجوز الكسر ، لأنّ الحركة ليست عنده لـ «أذرعات» خاصة إنما هي لـ «أذرعات» و «لا».
وهذا الذي قال باطل ، وسيأتي الردّ عليه في داخل الباب.
وأيضا فإنّه قد تقدّم أنّ الأحسن في بناء الاسم أن يكون لتضمن الحرف.
ومن قال : إنّها مبنية لتضمنها الحرف ، يقول في النصب : «لا أذرعات» ، بالكسر ، وحجته أنّ المبنيّ مع «لا» قد أشبه المعرب المنصوب ، ولذلك نعت على اللفظ ، كما أنّ الجمع بالألف والتاء في حال النصب مكسور ، فكذلك يكون مع «لا» ، وهو الصحيح ، وبه
__________________
المباني ص ٣٣٦ ؛ ولسان العرب ٤ / ١١١ (ثور) ، ١٣ / ٣٣٣ (قرن).
اللغة : أصيدكم : أصيد لكم. الجماء : التي لا قرون لها. القرن : الروق والذؤابة.
المعنى : يخيّرهم فيما يصطاد لهم ، فهل يصطاد ثورا أم ثورين ، أم بقرة لها جديلتان ، أو خصلتا شعر في أعلى رأسها.
الإعراب : أثور ما : «الهمزة» : حرف استفهام ، «ثور ما» : مفعول به مبني على الفتح في محل نصب ، ففتحة الراء في (ثور) فتحة تركيبه مع (ما) ، كفتحة (الراء) في (حضرموت) ، إذ لو كانت فتحة إعراب لوجب التنوين. أصيدكم : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا) ، و «كم» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أم : حرف عطف. ثورين : معطوف على (ثور) منصوب بالياء لأنه مثنى. أم هذه : «أم» : حرف عطف ، «هذه» : معطوف على (ثورين) في محلّ نصب مثله. الجماء : بدل من اسم الإشارة (هذه) منصوب بالفتحة. ذات : صفة لـ «الجماء» منصوبة بالفتحة. القرنين : مضاف إليه مجرور بالياء والنون لأنها مثنى.
وجملة «أأصيدكم ثورما» : ابتدائية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «أثور ما» حيث بنيت كلمة (ثور) على الفتح ، بسبب تركيبها مع الحرف (ما).