ذلك ، فيكون الفك شاذّا ، ولا حجة فيه على أصالة الهمزة ، نحو قوله [من الرجز] :
٥٩١ ـ قد علمت ذاك بنات ألببه
فالهمزة في «ألببه» زائدة ، لأنّه من اللبّ ، يريد : بنات لبّه ، و «ألبّ» شاذ.
ومنها «فعلان» ... الفصل.
يقول : كل اسم في آخره ألف ونون زائدتان ، فلا يخلو أن يكون اسما أو صفة. فإن كان اسما ، فلا يخلو أن يكون معرفة أو نكرة. فإن كان معرفة ، فإنّما يمتنع الصرف لزيادة الألف والنون ، والتعريف عند بعضهم. وإن كان نكرة انصرف.
وإن كان صفة ، فلا يخلو أن يؤنث بالتّاء أو لا يؤنث بها. فإن لم يؤنث بها بل يكون مؤنثه على «فعلى» ، امتنع الصرف لزيادة الألف والنون ، والصفة عند بعضهم. وإن أنّث بها انصرف.
فمثال ما أنّث بالتاء «سيفان وسيفانة» (٢) و «سفيان وسفيانة» ، ومثال ما يكون مؤنثه على «فعلى» : «سكران وسكرى» ، و «عطشان وعطشى».
وزعم بعض النحويين أنّ الاسم العلم الذي في آخره ألف ونون زائدتان ، امتنع الصرف لشبه الألف والنون بألفي التأنيث في أنّهما زائدتان في آخر الاسم ، كما أنّ ألفي التأنيث كذلك ، والأولى منهما ألف ، كما أنّ ألفي التأنيث كذلك ، ولا تدخل عليهما تاء التأنيث ، كما لا تدخل على ألفي التأنيث.
__________________
٥٩١ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب ٧ / ٣٤٥ ، ٣٤٦ ؛ والكتاب ٣ / ١٩٥ ، ٣٢٠ ، ٤ / ٤٣٠ ؛ والمقتضب ١ / ١٧١ ، ٢ / ٩٩ ؛ والمنصف ١ / ٢٠٠ ، ٣ / ١٣٤ ؛ ولسان العرب ١ / ٧٣٠ (لبب).
اللغة : بنات ألبب : عروق في القلب ، يكون منها الرّقّة ، وقيل : بنات أعقل هذا الحيّ.
المعنى : لقد علمت بما حصل عروق القلب ، أو بنات أعقل هذا الحيّ.
الإعراب : قد : حرف تحقيق. علمت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث. ذاك : اسم إشارة في محل نصب مفعول به. بنات : فاعل مرفوع بالضمّة. ألببه : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة.
والشاهد فيه قوله : «ألببه» حيث جاء جمع «لب» على ألبب وهو جمع شاذ ، ولا يدلّ على أصالة الهمزة ، فهي زائدة.
(١) السيفان : الطويل من الرجال.