المطوّل. وسمّي «مطولا» لأنّه قد طال بمعموله ، نحو : «ضاربا زيدا». فإن كان مضافا ، أو مطوّلا ، كان منصوبا بإضمار فعل ، ولا يجوز إظهاره ، ولا يجوز بناؤه. وزعم بعض النحويين أنّ النكرة قد تطول بصفتها. وذلك باطل لأنّه لو كان الأمر كذلك ، للزم أن لا تبنى المعرفة إذا وصفت. وإن كان غير مطوّل ، فلا يخلو من أن يكون معرفة أو نكرة. فإن كان معرفة بني على الضم ، وكان في موضع نصب بإضمار فعل لا يجوز إظهاره. وإن كان نكرة ، فلا تخلو من أن تكون مقبلا عليها ، أو غير مقبل. فإذا كنت مقبلا عليها فهي مبنية على الضم ، كالعلم ، نحو : «يا رجل» ، و «يا فرس». وإن كنت غير مقبل عليها ، فحكمها حكم المضاف.
ومن النحويين من أنكر نداء النكرة غير المقبل عليها ، وزعم أنّه لا يتصوّر نداء إلّا مع إقبال ، وتأوّل جميع ما استشهد به النحويون على صحة ذلك ، فجعل قول الشاعر [من الطويل] :
٤٩٨ ـ لعلّك يا تيسا نزا في مريرة |
|
معذّب ليلى أن تراني أزورها |
من نداء النكرة المقبل عليها ، لأنّه يريد شخصا بعينه ، وإنّما نصب لأنّه نوّن في ضرورة
__________________
٤٩٨ ـ التخريج : البيت لتوبة بن الحمير في شرح أبيات سيبويه ١ / ٦٠٣ ؛ والكتاب ٢ / ٢٠٠؟ ونوادر أبي زيد ص ٧٢ ؛ وبلا نسبة في المقتضب ٤ / ٢٠٣.
اللغة : نزا : وثب. المريرة : طاقة الحبل.
الإعراب : لعلّك : حرف مشبه بالفعل ، و «الكاف» : ضمير متصل مبني ، في محل نصب اسم «لعلّ». يا : حرف نداء. تيسا : منادى نكرة مقصودة مبني على الضم ، ونوّن للضرورة. نزا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل : ضمير مستتر تقديره : هو. في مريرة : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من الفاعل. معذّب : خبر «لعل» منصوب بالضمة الظاهرة. ليلى : مفعول به منصوب لاسم الفاعل «معذّب» ، منصوب بالفتحة المقدرة على الألف. أن : حرف مصدرية ونصب. تراني : فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الألف ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل مبني ، في محل نصب مفعول به ، والفاعل : ضمير مستتر تقديره : أنت. والمصدر المؤول من «أن» والفعل بعدها في محل جر بحرف جر مقدر ، والتقدير : لرؤيتك إيّاي أزورها. أزورها : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، و «ها» : ضمير متصل مبني ، في محل نصب مفعول به ، والفاعل : ضمير مستتر تقديره : أنا.
وجملة «لعلّك ... معذّب ليلى» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «يا تيسا نزا» : اعتراضية لا محل لها. وجملة «أزورها» : في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله : «يا تيسا» حيث نوّن بالنصب المنادى النكرة المقصودة ، والقياس فيه البناء على الضم ، وهذا التنوين ضرورة.