والصيف» ، ولا يجوز : مذ سحر ، لأنّه لم يتمكن. و «مذ» توجب له الجر والرفع. وقد تقدّم العطف على ما دخلتا عليه.
فإن أبدلت من الاسم الذي يدخلان عليه ، فلا يخلو من أن يكون ماضيا أو حالا ، فإن كان ماضيا جاز ، نحو : «ما رأيته مذ يوم الجمعة أولّه» ، تريد : مذ أول يوم الجمعة.
فإن قيل : هل يجوز النصب بإضمار فعل ، فتقول : «أوّله» ، على تقدير : ما رأيته أوله؟ فالجواب : إنّه يجوز إذا كنت قد فارقته صدر النهار وآخره ، ورأيته وسطه. فإن كان الزمان حالا ، فقلت : «ما رأيته مذ يومنا أوله ، ومذ الليلة أولها» ، فالجر عندنا غير جائز ، لأنّ الحال لم تجعله العرب إلّا ما أضيف إلى النفس أو ما عرّف فأشير إليه. وأمّا ما أضيف إلى غير ذلك فلا.
ومن الناس من أجاز البدل هنا ، وذلك قليل جدا ، والنصب لا يجوز لأنّ ذلك عيّ ، لأنّك إذا قلت : «ما رأيته مذ يومنا أو مذ اليوم» ، فأنت فاقد له في اليوم بجملته ، فلا فائدة في قولك بعده إنك لم تره في أول يوم. ومن الناس من أنكر أن يكون الحال ما أضفته إلى نفسك بل لا بدّ فيه عنده من الإشارة ، فتقول : «ما رأيته مذ يومنا هذا ومذ شهرنا هذا».
والعرب لا تقول : أراه منذ كذا ، ولم تعمل فيه قطّ إلّا الفعل الماضي.