الجنيد
عليَّ قال : لو صبرت ولو ساعة لنبع الماء من تحت رجليك.
الروض الفائق ( ص ١٢٧ ).
قال الأميني : أوهامٌ متراكمة بعضها فوق بعض ، وهل ترك الجنيد للأنبياء والرسل علماً بالمغيب ولم يبح به ، وهل أتى البئر العميقة وليٌّ من الأولياء بلا
ركوة ولا حبل كالظباء التي تفقدهما ولا يسعها التأهّب بأمثالهما ، وأمّا الإنسان العادي
فليس له وهو سارٍ في عالم الأسباب إلّا أن يحمل معه أدوات حاجته ، هكذا خلق الله البشر ، وهو ظاهر كثير من الأحاديث الشريفة. وحسبك سيرة النبيّ الأعظم والمرسلين من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين. وكلّهم لله أولياء ، وجميعهم أفضل من ابن حنيف.
ـ ٥٦ ـ حلق اللحية لله
أخرج الحافظ أبو نعيم
في حلية الأولياء ( ١٠ / ٣٧٠ ) قال : سمعت أبا نصر يقول : سمعت أحمد بن محمد النهاوندي يقول : مات للشبلي
ابنٌ كان اسمه غالباً ، فجزّت أُمّه شعرها عليه ، وكان للشبلي لحية كبيرة فأمر بحلق الجميع ، فقيل له : يا
أُستاذ ما حملك على هذا ؟ فقال : جزّت هذه شعرها على مفقود ، فكيف لا أحلق لحيتي أنا على موجود ؟
قال الأميني : أهلاً بالناسك الفقيه ، ومرحباً بالأولياء أمثال هذا المتخلّع
الجاهل بحكم الشريعة وزهٍ بمدوِّن أخبارهم ، ومنتقي آثار الأوحديِّين منهم كأبي نعيم !
كيف خفي على هذا الفقيه البارع في مذهب مالك فتوى مالك وحرمة حلق اللحية ، وإصفاق بقيّة الأئمة معه على ذلك ، كيف خفي عليه الحكم ؟ وهو ذلك الفقيه المتضلّع الذي أجاب في دم الحيض المشتبه بدم الاستحاضة بثمانية عشر جواباً للعلماء ، وقد
___________________________________