اسم «إنّ» وما عطف عليه.
(لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) بالتوحيد والبشارة بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً) ليذكّروهم ، وليبيّنوا لهم أمر دينهم من الأوامر والنواهي (كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ) بما يخالف هواهم ، ولا يوافق مرادهم من الشرائع ومشاقّ التكاليف (فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) جواب الشرط. والجملة صفة «رسلا» ، والراجع محذوف ، أي : رسول منهم. وقيل : الجواب محذوف دلّ عليه قوله : «فريقا» إلى آخره. وهو استئناف ، كأنّه جواب سائل يسأل عنهم كيف فعلوا برسلهم؟ وإنّما جيء بـ «يقتلون» موضع «قتلوا» على حكاية الحال الماضية ، استحضارا لتلك الحال الشنيعة ليتعجّب بها ، واستفظاعا للقتل ، وتنبيها على أنّ ذلك عادتهم ماضيا ومستقبلا ، ومحافظة على رؤوس الآي.
(وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ) أي : وحسب بنو إسرائيل أن لا يصيبهم بلاء وعذاب بسبب قتلهم الأنبياء وتكذيبهم. وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب : «لا تكون» بالرفع ، على أنّ «أن» هي المخفّفة من الثقيلة ، وأصله : أنّه لا تكون. وإدخال فعل الحسبان عليها ـ وهي لتحقيق ـ تنزيل له منزلة العلم ، لتمكّنه في قلوبهم ، و «أن» أو «أنّ» بما في حيّزها سادّ مسدّ مفعوليه.
(فَعَمُوا) عن الدين ، أو عن الدليل والهدى (وَصَمُّوا) عن استماع الحقّ ، كما فعلوا حين عبدوا العجل (ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ) أي : ثمّ تابوا فتاب الله عليهم (ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا) كرّة أخرى بطلبهم المحال غير المعقول في صفات الله تعالى ، وهو الرؤية (كَثِيرٌ مِنْهُمْ) بدل من الضمير أو فاعل ، والواو علامة الجمع ، كقولهم : أكلوني البراغيث. أو خبر مبتدأ محذوف ، أي : العمي والصمّ كثير منهم. قيل : أراد