من غير فرق بين زكاة النقدين وغيرهما (١) ،
______________________________________________________
الصادق (عليه السلام) مع ما بينهما من الفصل الطويل؟! فلا مناص من وجود واسطة في البين فتكون مرسلة لا محالة (١).
وفيه ما لا يخفى ، بداهة أنّ الإرسال إنّما يتحقّق في مثل التعبير ب : «قال» أو : «روي» وما شاكلهما ، لا في مثل التعبير بـ «كتبت» ، فإنّه كقوله «سمعت» لا يطلق إلّا في صورة المباشرة ومن دون أيّ واسطة كما لعلّه واضح جدّاً.
والذي يغلب على الظنّ لو لم يكن مقطوعاً به أنّ المراد به هو الهادي (عليه السلام) ، والتوصيف بالصادق كالتوصيف بالعالم وكلّهم صادقون عالمون يراد به معناه الوصفي لا العنوان اللّقبي ، إذ الشائع الدارج على ألسنة الرواة وأرباب الحديث التعبير عن الإمام الصادق (عليه السلام) باسمه جعفر أو جعفر ابن محمّد ، أو كنيته أبو عبد الله (عليه السلام) ، وأمّا التعبير بالصادق فهو في غاية الندرة والقلّة ، وإنّما اشتهر (عليه السلام) بذلك في الأزمنة المتأخّرة. إذن فالرواية مسندة ومعتبرة ، ومع الغضّ عنها ففي الرواية السابقة السليمة عن المعارضة غنى وكفاية حسبما عرفت.
(١) هل التحديد بالخمسة دراهم منعاً أو كراهةً الوارد في صحيحة الحنّاط المتقدّمة يختصّ بالفضّة أو يعمّ كافّة الأعيان الزكويّة؟
الظاهر هو الثاني ، فإنّ هذا التقدير وإن كان هو أقلّ ما يجب في زكاة الفضّة إلّا أنّ توصيفه في الصحيحة بأنّه أقلّ ما فرضه الله من الزكاة في أموال المسلمين بعد ملاحظة جواز تبديل الزكاة عن كلّ جنس زكوي بالنقدين يكشف عن الإطلاق وعدم الاختصاص ، إذ الخمسة دراهم كما يمكن دفعها عن زكاة الفضّة
__________________
(١) جامع الرواة ٢ : ١٣٥.