قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ٢ ]

حياة الإمام الحسين عليه السلام

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ٢ ]

تحمیل

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ٢ ]

34/472
*

وخوفاً ؛ فقد أحاطت ببلدهم القوات العسكرية التي تنذر باحتلال بلدهم ، وجعلها منطقة حرب وعصيان على الخليفة الشرعي ، وانبرى حاكم البصرة عثمان بن حنيف وهو مِنْ ذوي الإدارة والحزم والحريجة في الدين ، فبعث أبا الأسود الدؤلي إلى عائشة يسألها عن سبب قدومها إلى مصرهم ، ولمّا مثل عندها قال لها : ما أقدمك يا أُمّ المؤمنين؟

ـ أطلب بدم عثمان.

ـ ليس في البصرة مِنْ قتلة عثمان أحد.

ـ صدقت ، ولكنّهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة ، وجئت أستنهض أهل البصرة لقتاله ، أنغضب لكم مِنْ سوط عثمان ، ولا نغضب لعثمان مِنْ سيوفكم؟!

وردّ عليها أبو الأسود قائلاً : ما أنتِ مِن السوط والسيف! إنّما أنتِ حبيسة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، أمرك أنْ تقرّي في بيتك وتتلي كتاب ربّك ، وليس على النساء قتال ، ولا لهنّ الطلب بالدماء ، وأنّ علياً لأولى منكِ وأمسّ رحماً ؛ فإنّهما ابنا عبد مناف!

ولمْ تذعن لقوله ، وراحت مصرّة على رأيها قائلة : لست بمنصرفة حتّى أمضي لما قدمت إليه ، أفتظن أبا الأسود أنّ أحداً يقدم على قتالي؟ وحسبت أنّها تتمتّع بحصانة لعلاقتها الزوجية مِنْ النّبي (صلّى الله عليه وآله) فلا يقدم أحد على قتالها ، ولمْ تعلم أنّها أهدرت هذه الحرمة ، ولمْ ترعَ لها جانباً ، فأجابها أبو الأسود بالواقع قائلاً : أما والله ، لتقاتلنّ قتالاً أهونه الشديد.