وفرض معاوية على المسلمين ضريبة النيروز ليسدّ بها نفقاته ، وقد بالغ في إرهاق الناس واضطهادهم على أدائها ، وقد بلغت فيما يقول المؤرّخون عشرة ملايين درهم (١) ، وهي مِن الضرائب التي لمْ يألفها المسلمون ، وقد اتّخذها الخلفاء مِن بعده سُنّة فأرغموا المسلمين على أدائها.
وأصبحت الولاية في عهد معاوية مصدراً مِن مصادر النّهب والسرقة ، ومصدراً للثراء وجمع الأموال. يقول أنس بن أبي إياس لحارثة الغذاني صاحب زياد بن أبيه حينما وليَ على (سرق) ، وهي إحدى كور الأهواز :
أحارُ بنَ بدر قد وليتَ إمارةً |
|
فكن جُرذاً فيها تخونُ وتسرقُ |
وباه تميماً بالغنى إنّ للغنى |
|
لساناً به المرءُ الهيوبة ينطقُ |
ولا تحقرنْ يا حارُ شيئاً أصبتهُ |
|
فحظّك مِن مُلْك العراقيين سُرّقُ (٢) |
ويصف عقبة بن هبيرة الأسدي ظلم الولاة واستقصائهم أموال الرعية بقوله :
معاوي إنّنا بشرٌ فأسجحْ |
|
فلسنا بالجبال ولا الحديدِ (٣) |
أكلتم أرضنا فجردتموها |
|
فهل مِن قائم أو مِن حصيدِ |
__________________
(١) الحركات الفكرية في الإسلام / ٤٢ ، تاريخ التمدن الإسلامي ٢ / ٢٢.
(٢) الشعر والشعراء / ٤٦٢.
(٣) السجح : السهولة والين.