يزيد لإدمانه على الخمر. يقول الشاعر بن عرادة :
أبَني أُميّة إنّ آخر ملككم |
|
جسدٌ بحوارين ثمّ مقيمُ |
طرقَتْ منيته وعند وساده |
|
كوبٌ وزِقٌ راعفٌ مرثومُ |
ومرنةٌ تبكي على نشوانه |
|
بالصنجِ تقعدُ تارةً وتقومُ (١) |
ويقول فيه أنور الجندي :
خُلقت نفسه الأثيمة بالمكر |
|
وهامت عيناه بالفحشاءِ |
فهو والكاس في عناقٍ طويل |
|
وهو والعار والخناء في خباءِ |
ويقول فيه بولس سلامة :
وترفّق بصاحبِ العرشِ مشغو |
|
لا عن اللهِ بالقيانِ الملاحِ |
ألف (الله أكبر) لا تساوي |
|
بين كفَي يزيد نهلةَ راحِ |
تتلظّى في الدن بكراً فلمْ |
|
تدنّس بلثمٍ ولا بماءِ قراحِ (٢) |
لقد عاقر يزيد الخمر وأسرف في الإدمان حتّى أنّ بعض المصادر تعزو سبب وفاته إلى أنّه شرب كمية كبيرة مِنه فأصابه انفجار فهلك منه (٣).
واصطفى يزيد جماعة مِن الخُلعاء والماجنين فكان يقضي معهم لياليه الحمراء بين الشراب والغناء ، وفي طليعة ندمائه الأخطل الشاعر المسيحي الخليع
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ / ٤٣.
(٢) ملحمة الغدير / ٢٢٧.
(٣) تاريخ المظفري مِن مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم ، وجاء في أنساب الأشراف ٤ / ق ٢ / ٢ أنّ سبب وفاة يزيد أنّه حمل قرده على أتان ، وهو سكران فركض خلفها فاندقّت عنقه ، فانقطع شيء في جوفه فمات.