رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لزيد : «أنتَ أخوها
ومولانا». وقال لجعفر : «أشبهت خَلقي وخُلقي». وقال لأمير المؤمنين عليهالسلام : «أنت منّي وأنا
منّك». ثُمّ قضى بها للخالة ، وهي أسماءُ بنتُ عُميس .
هذا هو الحديث المذكور في الجوامع ، والنّظرة
الصادقة فيه تُفيدنا معرفة السرّ في اختلاف خطاب النّبي صلىاللهعليهوآله مع ابنَي عمّه ، وكُلّ
منهما نصح له في التلبية على الدعوى الإلهيّة ، وأخلص في المفاداة في سبيل تبليغ
الرسالة خصوصاً مع معرفته بأساليب المحاورة ; لأنّه سيّد البلغاء ، (وَمَا
يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) . فلا جرم حينئذ من كون الوجه فيه هو
الإشارة إلى صفة سامية تحلّى بها أمير المؤمنين عليهالسلام
وتخلّى عنها جعفر ، وليست هي إلاّ خلافة اللّه الكبرى ؛ فإنّ عليّاً عليهالسلام حامل ما عند رسول
اللّه الأعظم صلىاللهعليهوآله
من علم مُتدفّق وفقه ناجع ، وخبرة شاملة وتأمّل فيّاض ، وخُلق عظيم لا يستطيع
البشر القيام به.
وهذا هو الذي تُفيده المنزلة في قوله : «أنت
منّي وأنا منك». بعد فرض المُباينة بينهما في الحدود الشخصيّة ؛ والنّبيُّ لا
ينطلق ساهياً ولا لاهياً ، فلا بدّ أنْ يكون قاصداً تلك المنزلة الكبرى التي لم
يحوها جعفر وإنْ بلغ في خدمة الدِّين كُلَّ مبلغ.
وهذا النّزاع إنّما هو في الحضانة التي
هي سلطنة وولاية على تربية الطفل وإدارة شؤونه ، وقد كان لابنة حمزة يومئذ أربع
سنين.
وهذا القضاء ، كما يُفيدنا سقوط حضانة
الاُمّ إذا تزوجت ،
__________________