رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ونهارٌ كنهار
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
، إلاّ أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
ليس في القوم ؛ ما رأيت إلاّ مُصلّياً ، ولا سمعت إلاّ قارئاً ، ومررت بعسكرك ، فاستقبلني
قوم من المُنافقين ممّن نفر برسول اللّه صلىاللهعليهوآله
ليلة العقبة .
وقال له معاوية : إنّ عليّاً قطع قرابتك
وما وصلك.؟
فقال له عقيل : واللّه ، لقد أجزلَ
العطيّة وأعظَمها ، ووصل القرابة وحفظها ، وحسنَ ظنّه باللّه إذ ساء به مثلك ، وحفظ
أمانته ، وأصلح رعيته إذ خنتُم وأفسدتم وجرتم ، فاكفف لا أباً لك ; فإنّه عمّا
تقول بمعزل .
ثُمّ صاح : يا أهل الشام ، عنّي فاسمعوا
لا عن معاوية ، إنّي أتيت أخي عليّاً عليهالسلام
فوجدته رجلاً قد جعل دنياه دون دينه ، وخشي اللّه على نفسه ، ولم تأخذه في اللّه
لومة لائم ... وإنّي أتيت معاوية فوجدته قد جعل دينه دون دنياه ، وركب الضلالة
واتّبع هواه ، فأعطاني ما لمْ يعرق فيه جبينُه ، ولم تكدح فيه يمينُه ؛ رزقاً
أجراه اللّه على يديه ، وهو المُحاسَب عليه دوني ، لا محمود ولا مشكور.
ثُمّ التفت إلى معاوية ، فقال : أما
واللّه يابن هند ، ما تزال منك سوالف يمرّها منك قول وفعل ؛ فكأنّي بك وقد أحاط بك
ما الذي منه تحاذر.
فأطرق معاوية ساعة ، ثُمّ قال : مَن
يعذرني من بني هاشم. ثُمّ أنشد يقول :
__________________