ولم يزل يُكرّر هذا القول ، وهو يتخلّل سكك مكّة وأسواقها حتّى أصبح (١).
ويقول رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «ضربةُ عليٍّ عمرَو بن ود تعدل عِبادةَ الثقلين» (٢).
وقال يوم خيبر : «لأعطينّ الراية رجلاً يُحبُّ اللّهَ ورسولَهُ ويُحبُّهُ اللّهُ ورسولُهُ ، لا يرجع حتّى يفتح». فأعطاها لعليٍّ عليهالسلام ، وكان الفتح على يده (٣).
وبعد هذا فلنقف عن الإتيان بما أودع اللّه فيه من نفسيات وغرائز ، شكرها له الإسلام.
نعم ، يجب أنْ نلفت القارئ إلى شيء أكثر البحث فيه رواة الحديث ، وهو : الإسلام حال الصغر ، وتردّدت الكلمة في الجوامع ، وتضاربت فيها الأقوال ، ولا يهمّنا إطالة القول فيها :
__________________
(١) روضة الواعظين للنيسابوري / ٧٨ ، بحار الأنوار ٣٥ / ١٠٢.
(٢) ورد بهذا اللفظ في عوالي اللآلئ لابن جمهور الإحسائي ٤ / ٨٦ ، وورد بلفظ : «ضربةُ عليٍّ يوم الخندق أفضلُ من أعمال اُمّتي إلى يوم القيّامة». وفي المُستدرك على الصحيحين للحاكم ٣ / ٣٢ ، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ٢ / ١٤ ، تاريخ بغداد للبغدادي ١٣ / ١٩ ، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ٥٠ / ٣٣٣.
وكلا الحديثين معناهما واحد ; لأنّ الأفضليّة في الأعمال تعني المعادلة إنْ لم تكن أكثر ، والاُمّة شاملة للثقلين مع الأنس والجنّ.
(٣) ورد الحديث بألفاظ مختلفة في : مُسند أحمد ١ / ١٨٥ و ٣٣١ و ٢ / ٣٨٤ و ٤ / ٥٢ و ٥ / ٣٣٣ و ٣٥٨ ، صحيح البخاري ٤ / ١٢ و ٢٠ و ٢٠٧ و ٥ / ٧٦ ، كتاب المغازي ـ باب غزوة خيبر ، كتاب الجهاد والسّير ـ باب دعاء النّبيِّ صلىاللهعليهوآله ، صحيح مسلم ٥ / ١٩٥ ، كتاب الجهاد والسّير ـ باب غزوة خيبر ، و ٧ / ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٢ ، كتاب فضائل الصحابة ـ باب فضائل عليٍّ (رضي الله عنه) ، سنن ابن ماجه ١ / ٤٤ ، ح ١١٧ ، سنن الترمذي ٥ / ٣٠٢ ح ٣٨٠٨ ، فضائل الصحابة للنسائي / ١٥ و ١٦ ، المُستدرك على الصحيحين للحاكم ٣ / ٣٨ و ١٠٩ و ١٣٢ و ٤٣٧.