وأربطهم جأشاً وأشدّهم مراساً.
فكان (صاحب الراية) عند معتقد أخيه الإمام عليهالسلام ، ثابت الجأش في ذلك الموقف الرهيب ، ثبات الأسد الخادر ، وهذا بيان مُطَّرد تلهج به الألسن ، وإلاّ فما موقف الأسد منه! ومِن أين له طمأنينة هذا البطل المغوار الثابت فيما يفرُّ عنه الضّرغام؟!
وَلَولا اِحتِقارُ الاُسدِ شَبَّهتُها بِهِم |
|
وَلَكِنَّها مَعدودَةٌ في البَهائِمِ |
نعم ، أنسب تشبيه يليق بمقامه : أنّه كان يصول ومعه صولةُ أبيه المرتضى عليهالسلام.
وللعبّاس مزيّة على مَن حمل اللّواء وبارز الأبطال وتقدّم للطعان ؛ فإنّه عليهالسلام قد ألمّت به الكوارث والمحن من نواحي مُتعدّدة ؛ من جروح وعطش ، وفئة صرعى وحرائر ولهى ، وأطفال أمضّ بها الظمأ ، والواحدة منها كافية في أنْ تهدي إلى البطل ضعفاً ، وإلى الباسل فراراً ، لكن (صريخة بني هاشم) بالرغم من كُلِّ هاتيك الرزايا كان يزحف بالراية في جحفل من بأسه ، وصارم من عزمه ، وكان في حدِّ حسامه الأجلُ المُتاح ، وملكُ الموت طوع يمينه ، إذاً فليس من الغريب إذا ظهر في غصن الخلافة ما يبهر العقول!
قَسماً بِصارمِهِ الصَّقيلِ وإنَّني |
|
في غَيرِ صاعقةِ السَّما لا اُقسمُ |
لَولا القَضا لَمحى الوُجودَ بِسَيفِهِ |
|
وَاللَهِ يَقضِي ما يَشاءُ وَيحكمُ |