إلى مكانة سامية لأبي الفضل تصعد به إلى فوق مرتبة العصمة ؛ فإنّا لم نجد مثل هذا الخطاب في أيِّ واحد من الشُّهداء ، مع بلوغهم أعلى مرتبة الفضل التي لم يحزها أيُّ شهيد غيرهم ، حتّى استحقّوا أنْ يخاطبهم الإمام عليهالسلام في زيارة النّصف من رجب بقوله : «السّلامُ عليكُمْ يا مَهديُّون ، السّلامُ عليكُمْ يا طاهرونَ مِنَ الدَّنَس» (١). ويقول أيضاً : «طبتُمْ وطابَتْ الأرضُ الّتِي فيها دُفنْتُمْ» (٢).
بل لم يخاطب بمثل ذلك عليّاً الأكبر الذي لا شكّ في عصمته ، ومنه يظهر أنّ للعبّاس منزلة ومقاماً يُشارف مقام الحُجج المعصومين عليهمالسلام ، تُناط به حرمةُ الإسلام كما تُناط بهم صلوات اللّه عليهم ، وإنّها تُنتَهك بمثله كما تُنتَهك بمثلهم عليهمالسلام ، وهذا مقام فوق العصمة المرجوّة له.
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٨ / ٣٣٠ ، والوارد في الزيارة : «... السّلامُ عليكُمْ يا طاهرونَ ، السّلامُ عليكُمْ يا مَهديُّونَ ...». نعم ورد في زيارات اُخرى قوله عليهالسلام : «وطهّرَكُمْ مِنَ الدَّنسِ». كامل الزيارات / ٥٢٧.
(٢) المزار للشهيد الأوّل / ١٢٩ ، المزار للمشهدي / ٤٦٥.