ويقول عليهالسلام : «إنّ شيعتنا من طينة مخزونة قبل أنْ يُخلق آدم ... لا يشذّ منها شاذٌّ ولا يدخل فيها داخل ، وإنّي لأعرفهم حين ما أنظر إليهم ... ولأعرفُ عدوِّي منْ صديقي» (١).
«وإنّهم لَمكتوبون عندنا بأسمائِهم وأسماء آبائهم ، وعشائرهم وأنسابهم» (٢).
فمَن كان هذا علمه لا يحتاج إلى تعرّف القبائل والبطون من عقيل ، مهما بلغ من العلم والمعرفة إلى ذُرَى عالية.
نعم :
وكَمْ سائلٍ عنْ أمرِهِ وهوَ عالمُ.
فإنّه جرى صلوات اللّه عليه مجرى العادة في أمثاله ، وكم لهم من ضرائب في أعمالهم عليهمالسلام لحكمٍ ومصالح لعلّنا نُدرك بعضها ، والبعض الآخر منها مطويٌّ لديهم مع أمثالها من غوامض أسرارهم.
فهذا الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، وهو المُسدَّد بالفيض الأقدس والإرادة الإلهيّة ، المستغني عن الاستعانة بأيّ رأيّ ، يمشي وراء العادة فيشاور أصحابه إذا أراد المضيَّ في أمر ، ولعلّ النّكتة فيه ـ مضافاً إلى ذلك ـ تعريف خطأ الاستبداد وإنْ بلغ الرجل أعلى مراتب العقل ، فكانت الصحابة تبُصر مِن أشعّةِ حِكَمِه فوائدَ الاستشارة
__________________
(١) مدينة المعاجز ٢ / ١٩٥. والنّص كالتالي : «إنّ شيعتنا من طينة مخزونة قبل أنْ يخلق اللّهُ آدمَ بألفَي عام ، لا يشذُّ منها شاذٌّ ، ولا يدخل فيها داخل ، وإنِّي لأعرفهم حينما أنظر إليهم ; لأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لمّا تفلَ في عينيَّ وكنتُ أرمد ، قال : اللهمّ ، اذهب عنه الحرَّ والبردَ ، وأبصر صديقه من عدوّه. فلم يُصبني رمدٌ ولا حرٌّ ولا بردٌ ، وإنّي لأعرفُ صديقي مِن عدوّي».
(٢) الاختصاص / ٢١٧.