ومن هنا قال له أمير المؤمنين عليهالسلام : «انظُرْ لي امرأةً قد ولدتها الفُحولةُ من العرب لأتزوّجها ؛ فتلد لي غُلاماً فارساً».
فقال له : تزوّج باُمّ البنيّن الكلابيّة ؛ فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها (١).
هكذا جاء الحديث ، ولكن لا يفوت القارئ إنّا نعتقد في حملة أعباء الإمامة ، شمول علمهم كُلَّ ما ذرأ اللّه سبحانه وبرأ ، وما جاءت به الاُمّم من فضائل ومخازٍ ، وأوصاف وعادات في كُلّ حال. وللبرهنة على هذه الدعوى مجال في غير هذا المختصر.
إذاً ، فأين يقع علم عقيل وغير عقيل من واسع علم أمير المؤمنين عليهالسلام ، المتدفّق بأحوال قبائل العرب ، وبمعرفة الشجعان منهم حتّى يحتاج إلى نظر عقيل؟!
وهل يخفى علم ذلك على مَن كان يعلمُ الذّكر والاُنثى من النّمل كما في حديث أبي ذر الغفاري : دخلت أنا وأمير المؤمنين عليهالسلام وادياً فيه نمل كثير ، فقلت : سبحان اللّه محصيه!
فقال عليهالسلام : «لا تقلّ ذلك ، وقل : سبحان اللّه باريه! فواللّه ، إنّي لأحصيه وأعرف الذّكر منه والاُنثى» (٢).
__________________
النّاس جواباً ، وأحضرهم مراجعة في القول ، وأبلغهم في ذلك. وكان الذين يُتحاكم إليهم ويُوقف عند قولهم في علم النّسب أربعة : عقيل بن أبي طالب ، ومخرمة بن نوفل الزهري ، وأبا جهم بن حذيفة العدوي ، وخويطب بن عبد العزّى العامري. وعقيل أكثرهم ذكراً لمثالب قريش. راجع عبارة الصفدي في الوافي بالوفيات ٢٠ / ٦٣ ، واُسد الغابة ٣ / ٤٢٣ ، والاستيعاب ٣ / ١٧٨.
(١) عمدة الطالب لابن عنبة / ٣٥٧.
(٢) مدينة المعاجز ٢ / ١٦٠.