ومن هنا قال له أمير المؤمنين عليهالسلام : «انظُرْ لي
امرأةً قد ولدتها الفُحولةُ من العرب لأتزوّجها ؛ فتلد لي غُلاماً فارساً».
فقال له : تزوّج باُمّ البنيّن
الكلابيّة ؛ فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها .
هكذا جاء الحديث ، ولكن لا يفوت القارئ
إنّا نعتقد في حملة أعباء الإمامة ، شمول علمهم كُلَّ ما ذرأ اللّه سبحانه وبرأ ، وما
جاءت به الاُمّم من فضائل ومخازٍ ، وأوصاف وعادات في كُلّ حال. وللبرهنة على هذه
الدعوى مجال في غير هذا المختصر.
إذاً ، فأين يقع علم عقيل وغير عقيل من
واسع علم أمير المؤمنين عليهالسلام
، المتدفّق بأحوال قبائل العرب ، وبمعرفة الشجعان منهم حتّى يحتاج إلى نظر عقيل؟!
وهل يخفى علم ذلك على مَن كان يعلمُ
الذّكر والاُنثى من النّمل كما في حديث أبي ذر الغفاري : دخلت أنا وأمير المؤمنين عليهالسلام وادياً فيه نمل
كثير ، فقلت : سبحان اللّه محصيه!
فقال عليهالسلام
: «لا تقلّ ذلك ، وقل : سبحان اللّه باريه! فواللّه ، إنّي لأحصيه وأعرف الذّكر
منه والاُنثى» .
__________________