الزيارة المروريّة بسند صحيح مُتَّفق عليه ؛ فإنّه عند التأمّل فيما خاطبه به الإمام العارف بأساليب الكلام ومقتضيات الأحوال ، تظهر لنا الحقيقة ، ونعرف منزلةً للعبّاس سامية لا تُعدّ ومنزلة المعصومين عليهمالسلام ، فقال عليهالسلام في صدر سلام الإذن :
«سلامُ اللّهِ ، وسلامُ ملائكتهِ المُقرّبين وأنبيائِهِ المُرسَلين ، وعباده الصالحين ، وجميعِ الشُّهداء والصّدّيقين ، الزَّاكيات الطَّيّبات ، فيما تغتَدي وتروحُ عليكَ يابنَ أميرِ المُؤمنين».
فإنّه أشار بهذا إلى مصبِّ سلام اللّه الذي هو رحمته المتواصلة ، والعطف الغير محدود ، اللَّذين لا انقطاع لهما.
وسلام الملائكة المُشاهدين لمقادير الرِّجال في ملأ القدس وحظيرة الجلال.
وسلام الأنبياء الذين لا يعدّون مرضات اللّه ووحيه في أفعالهم وتروكهم.
وسلام الصالحين والشُّهداء الذين أدركوا بفضل الاتّصال بالرُّسل وأوصيائهم ، أو بالتَّجرّد ومشاهدة الحقائق الثابتة في عالم الغيوب ، زيادةً على ما عرفوه من مقام أبي الفضل وفضله.
فكُلُّ هؤلاء يتقرّبون إلى اللّه تعالى بالدّعاء له ، واستنزال الرحمة منه سبحانه ، وإهداء التّسليمات إليه ؛ لما عرفوا أنّه من أقرب الوسائل إليه ، وحيث كانت خالصة للزّلفة ، ماحضة في التقرّب إليه جلّ ذكره ، عادت زاكيةً طيّبةً بنصّ الزيارة : «الزَّاكيات الطَّيّبات».
وأمّا على رواية ابن قولويه في كامل الزيارات من زيادة (واو العطف) قبل الزّاكيات الطَّيّبات ، فيُراد بهما العنايات الخاصّة التي