أولاده: هذا آخر نسب بني العبّاس الشهيد السّقا ، ابن علي بن أبي طالب عليهماالسلام (١).
وفي سرّ السّلسلة لأبي نصر البخاري : والشهيد أبو الفضل العبّاس بن علي ، اُمّه اُمّ البنين (٢).
ثُمّ روى عن معاوية بن عمّار الزيدي ، قال : قُلتُ للصادق عليهالسلام : كيف قسّمتم نِحلةَ فدكٍ بعد ما رجعت عليكم؟ قال : «أعْطينا وُلدَ عُبيدِ اللّهِ بنِ العبّاس الشَّهيدِ الرُّبعَ ، والباقي لِوُلدِ فاطمةَ ، فأصابَ بني العبّاسِ بن عليٍّ أربعةُ أسهمٍ ، الحصّةُ أربعة نفر ، ورثوا عليّاً عليهالسلام» (٣).
وكان الحريُّ بأرباب المقاتل والنّسب أنْ يُدوّنوا له هذا اللّقب المُعرب عن أسمى منزلة له ، وهو (العبدُ الصالح) ، كما خاطبه الإمام الصادق عليهالسلام في الزيارة المخصوصة به التي رواها أبو حمزة الثّمالي ، حيث يقول عليهالسلام : «السّلامُ عليكَ أيُّها العبدُ الصَّالحُ» (٤).
فإنّك جدّ عليمٍ بأنّ هذه الصفة أرقى مراتب الإنسان الكامل ; لأنّها حلقة الوصل بين المولّى والعبد ، وأفضل حالات أيّ فاضل ، حيث يجد نفسه الطرف الرابط لموجد كيانه جلّ وعلا ، وإنّ منْ أكمل مراتب الوجود فيما إذا التأمَ المُنتهى مع المبدأ بنحو الصّلة ،
__________________
(١) المُجدي في أنساب الطالبيين / ٢٤٣.
(٢) سرّ السّلسلة العلويّة / ٨٨.
(٣) سرّ السّلسلة العلويّة / ٨٩.
(٤) كامل الزيارات / ٤٤٠.
ولم يُلقّبوه بذلك ; لأنّ هذا المعنى صفةٌ وليست اسماً ليُجعل لقباً لشخصٍ ، وأهلُ السّيرِ غرضُهم مِن ذكر الألقاب التمييز ، لا إطلاق الأوصاف ، فتدبّر.