وكان يبرز إلى ساحة
القتال بنفسه المقدّسة كلّما اقتضى الأمر وسمح له والده عليهالسلام. وقد سجّل
المؤرّخون خطاباً للإمام الحسين عليهالسلام
وجّهه لأهل الكوفة لدى تحركهم إلى صفّين ، جاء فيه ـ بعد حمد الله تعالى والثناء
عليه ـ : «يا أهل
الكوفة ، أنتم الأحبّة الكرماء ، والشعار دون الدثار ، جدّوا في إطفاء ما وتر
بينكم ، وتسهيل ما توعّر عليكم. ألا إنّ الحرب شرّها وريع ، وطعمها فظيع ، فمَنْ
أخذ لها اُهبتها ، واستعدّ لها عُدّتها ، ولم يألم كُلومها قبل حلولها فذاك صاحبها
، ومَنْ عاجلها قبل أوان فرصتها ، واستبصار سعيه فيها فذاك قَمِن أن لا ينفع قومَه
وإن يهلك نفسه ، نسأل الله بقوّته أن يدعمكم بالفيئة»
.
حرص الإمام
عليّ عليهالسلام على سلامة الحسنين عليهماالسلام :
قاتل الإمام الحسين عليهالسلام في معركة صفّين كما
قاتل في معركة الجمل ، مع أنّ بعض الروايات أفادت بأنّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان يمنع الحسنين عليهماالسلام من النزول إلى ساحة
القتال خشية أن ينقطع نسل رسول الله صلىاللهعليهوآله
؛ إذ كان عليهالسلام
يقول : «املكوا
عنّي هذا الغلام لا يَهُدَّني ، فإنّني أنفسُ بهذين
ـ يعني الحسن والحسين عليهماالسلام
ـ على الموت
لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله
صلىاللهعليهوآله»
.
وجاء في نصوص اُخرى أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان يبعث ابنه
محمّد ابن الحنفيّة إلى ساحات القتال مرّات عديدة دون أن يسمح للحسنين عليهماالسلام بذلك ، وقد سُئل
ابن الحنفيّة عن سرّ ذلك فأجاب : «إنّهما عيناه وأنا يمينه فهو يدفع عن عينه
بيمينه» .
ويعكس هذا الجواب مدى ما كان يحظى به
__________________