شيخ العشيرة أمضاها وأجملها |
|
على الرؤوس وفي الأعناق والريسِ |
لا يُبعد الله قبراً أنت ساكنه |
|
فيه جمالٌ وفيه لحية التيسِ (١) |
وذاع بين النّاس هيامه وشغفه بالقرود حتّى لقّبوه بها ، ويقول رجل من تنوخ هاجياً له :
يزيد صديق القرد ملّ جوارَنا |
|
فحنّ إلى أرض القرود يزيدُ |
فتبّاً لمَنْ أمسى علينا خليفةً |
|
صحابتُه الأدنون منه قرودُ (٢) |
إدمانه على الخمر :
والظاهرة البارزة من صفات يزيد إدمانه على الخمر حتّى أسرف في ذلك إلى حدٍ كبيرٍ ، فلم يُرَ في وقت إلاّ وهو ثمل لا يعي من فرط السُكر ، ومن شعره في الخمر :
أقول لصحبٍ ضمّت الخمرُ شملهمْ |
|
وداعي صبابات الهوى يترنّمُ |
خذوا بنصيبٍ من نعيم ولذّةٍ |
|
فكلّ وإن طال المدى يتصرّمُ (٣) |
وينقل المؤرّخون عن عبد الله بن حنظلة ـ الذي خرج على يزيد بعد أن اصطحب وفداً من أهل المدينة إلى الشّام في أعقاب استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام ـ وصفه ليزيد بقوله : والله ، ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السّماء ؛ إنّه رجل ينكح الاُمهات والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ويدع الصّلاة. والله ، لو لم يكن معي أحد من النّاس لأبليت لله بلاءً حسناً (٤).
__________________
(١) حياة الإمام الحسين عليهالسلام ٢ / ١٨٢ ، نقلاً عن جواهر المطالب / ١٤٣.
(٢) أنساب الأشراف ٢ / ٢.
(٣) حياة الإمام الحسين عليهالسلام ٢ / ١٨٣ ، نقلاً عن تأريخ المظفّري.
(٤) تأريخ ابن عساكر ٧ / ٣٧٢ ، وتأريخ الخلفاء ـ للسيوطي / ٨١.