الاُمّة ، فللطفل كما للمرأة والشيخ دور فاعل فضلاً عن الشباب.
وما أسرع ما بان الأثر على أهل الكوفة ؛ إذ أظهروا الندم والإحساس بالتقصير تجاه الإمام والإسلام ، فكانت ثورة التوّابين التي أعقبت ثورة أهل المدينة التي وقعت في السّنة الثانية من بعد واقعة الطفّ.
لقد كانت واقعة الطفّ تأكيداً حقيقياً على أنّ المصاعب والمتاعب لا تمنع من قول الحقّ والعمل على صيانة الرسالة الإسلاميّة ، كما إنّها زرعت روح التضحية في سبيل الله في نفوس أبناء الاُمّة الإسلاميّة ، وحرّرت إرادتها ودفعتها إلى التصدّي للظلم والظالمين ، ولم تُبقِ عذراً للتهرّب من مسؤولية الجهاد والدفاع عن العقيدة والمقاومة لإعلاء كلمة الله.
لماذا لم ينهض الإمام الحسين عليهالسلام بالثورة في حكم معاوية؟
إنّ الأحداث السّياسية التي عصفت بالاُمّة الإسلاميّة بعد وفاة الرّسول صلىاللهعليهوآله كانت ثقيلة الوطأة عليها ، وبلغت غاية الشدّة أيام تسلّط معاوية على الشّام ومحاربة الإمام عليّ عليهالسلام ، وبالتالي اضطرار الإمام الحسن عليهالسلام لإبرام صلح معه ؛ لأسباب موضوعية كانت تكتنف الاُمّة. ولكننا نلحظ أنّ الإمام الحسين عليهالسلام لم يغيّر من موقفه المتطابق مع موقف الإمام الحسن عليهالسلام تجاه معاوية حتّى بعد استشهاد الإمام الحسن عليهالسلام ، فلم يعلن ثورته ، وما كان ذلك إلاّ لبقاء نفس الأسباب التي دفعت بالإمام الحسن عليهالسلام إلى قبول الصلح ، فمِنْ ذلك :
١ ـ حالة الاُمّة الإسلاميّة
كان الوضع النفسي والاجتماعي للاُمّة الإسلاميّة متأزّماً ، إذ كانت تتطلّع إلى حالة السّلم بعد أن أرهقها معاوية والمنافقون بحروب دامت طوال حكم