الموقف وأعرب عن تفاؤلهِ وسأله القدوم.
وقد جاء في رسالة مسلم للإمام عليهالسلام : «أَمّا بعد ، فإن الرائد لا يكذب أهله ، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشَر ألفاً ، فعجّل حين يأتيك كتابي ، فإنّ النّاس كلَّهُم معك ، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى» (١).
رسالة الإمام عليهالسلام إلى زعماء البصرة
وذكر المؤرخون أنّ الإمام الحسين عليهالسلام ـ بعد أن قرّر التوجّه إلى العراق ـ بعث رسالة إلى زعماء البصرة جاء فيها : «أمّا بعد ، فإنّ الله اصطفى محمّداً صلىاللهعليهوآله من خلقه ، وأكرمه بنبوّته ، واختاره لرسالته ، ثمّ قبضه إليه ، وقد نصح لعباده ، وبلّغ ما اُرسل به ، وكنّا أهلَه وأولياءه ، وأوصياءه وورثته ، وأحقَّ الناس بمقامه ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنّا أحقُّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولاّه. وقد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه ؛ فإنّ السنّة قد أُميتت ، والبدعة قد أُحييت ، فإنْ تسمعوا قولي أهدكم إلى سبيل الرشاد» (٢).
وقد بعث عليهالسلام عدّة نسخ من هذه الرسالة إلى كلّ من : مالك بن مسمع البكري ، والأحنفِ بن قيس ، والمنذر بن الجارود ، ومسعود بن عمرو ، وقيس بن الهيثم ، وعمرو بن عبيد بن معمر ، ويزيد بن مسعود النهشلي ، وأرسل الإمام عليهالسلام النسخ مع مولىً له يُقال له : سليمان أبو رزين.
ولم يُجب على رسالة الإمام عليهالسلام غيرُ الأحنف بن قيس ويزيد بن مسعود ، أمّا المنذر بن الجارود فقد سلّم رسول الحسين إلى ابن زياد ـ وكان
__________________
(١) حياة الإمام الحسين ٢ / ٣٤٨ ، عن تأريخ الطبري ٦ / ٢٢٤.
(٢) مقتل الحسين ـ للمقرّم / ١٥٩ ـ ١٦٠ ، وتأريخ الطبري ٤ / ٢٦٦ ، وأعيان الشّيعة ١ / ٥٩٠.