ـ عقيدةً وكياناً واُمّةً ـ للخطر الحقيقي ، والتشويه المقيت المغيّر لكلّ شيء ، على غرار ما حدث لبعض الرسالات السّماوية السّابقة.
في مثل هذا المنعطف الخطير وقف الإمام الحسين عليهالسلام ومعه أهل بيته وأصحابه ، وأطلق صرخة قويّة ومدوّية محذّراً الاُمّة ، مفتدياً العقيدة والاُمّة بدمه الطاهر الزكي ، ومن قبل قال فيه جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النّجاة». كما قال غير مرّة : «حسين منّي وأنا من حسين». فكان الحسين عليهالسلام ونهضته التجسيد الحقيقي للإسلام الحقّ ؛ فقد كان الخطّ الحقيقي للإسلام المحمدي متمثلاً في الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه (رضوان الله تعالى عليهم).
وقد صرّح الإمام الحسين عليهالسلام في رسالته التي بعثها إلى أهل البصرة بكل وضوح إلى أنّ السنّة قد ماتت حين وصل الانحراف إلى حدّ ظهور البدع وإجبائها.
٤ ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لقد كان غياب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نتيجة طبيعية لتولّي الزعامة المنحرفة ، وقد حدث هذا تحت عناوين متعدّدة ، منها : لزوم إطاعة الوالي ، وحرمة نقض بيعة تمّت حتّى لو كانت منحرفة ، وكذلك حرمة شقّ وحدة الكلمة ، وقد وصف الإمام عليهالسلام هذه الحالة بقوله : «ألا ترون أنّ الحقّ لا يُعمل به ، وأنّ الباطل لا يُتناهى عنه؟! ليرغب المؤمن في لقاء الله ...» (١). لذا تطلّب الأمر أن يبرز ابن النبيّ صلىاللهعليهوآله للجهاد وهو يحمل السّيف في محاولة لإعادة الحقّ إلى نصابه من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد أدلى عليهالسلام
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٠٣.