يا أرحم الراحمين» (١).
وأمّا دعاء عرفة المرويّ عن الإمام الحسين عليهالسلام فهو من غرر الأدعية المطوّلة ، والتي تستدرّ الرحمة الإلهية بما تمليه على الإنسان من أسباب الإنابة والتوبة وشموخ المعرفة ، وقد أشرنا إلى مقاطع منه في بحوث سابقة.
وإليك مقطعاً آخر من هذا الدعاء : «الحمد لله الّذي لم يتّخذ ولداً فيكون موروثاً ، ولم يكن له شريك في الملك فيضادّه فيما ابتدع ، ولا وليّ من الذلّ فيرفده فيما صنع ، سبحانه سبحانه سبحانه! لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا وتفطّرتا ، فسبحان الله الواحد الحقّ الأحد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد! الحمد لله حمداً يعدل حمد ملائكته المقرّبين ، وأنبيائه المرسلين ، وصلّى الله على خيرته من خلقه محمّد خاتم النبّيّين وآله الطّاهرين المخلصين. اللّهمَّ اجعلني أخشاك كأنّي أراك ، وأسعدني بتقواك ، ولا تشقني بمعصيتك ، وخرْ لي في قضائك ، وبارك لي في قدرك حتّى لا اُحبّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت» (٢).
في رحاب أدب الإمام الحسين عليهالسلام
لا ريب في أنّ الإمام الحسين عليهالسلام يُعدّ امتداداً لجدّه وأبيه وأخيه من حيث المعرفة ، ومن حيث الاقتدار الفني في التعبير. وقد جاء على لسان خصومهم أنّهم أهل بيت قد زقّوا العلم زَقّاً ، وأنّها ألسِنَةُ بني هاشم التي تفلق الصّخر ، وتغرف من البحر (٣).
وعلّق عمر بن سعد يوم عاشوراء على خطبة للإمام الحسين عليهالسلام : «إنّه
__________________
(١) مهج الدعوات / ١٥٧.
(٢) بحار الأنوار ٩٨ / ٢١٨ ـ ٢١٩.
(٣) المجالس السنية / ٢١ ، ٢٨ ، ٣٠.