لأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا تُشلْ |
قد قتلنا القرمَ من أشياخهمْ |
|
وعدلناه ببدرٍ فاعتدلْ |
لعبت هاشمُ بالملك فلا |
|
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزلْ |
لستُ من خندف إنْ لم أنتقمْ |
|
من بني أحمد ما كان فعلْ (١) |
بل إنّ يزيدَ جاهر بإلحاده وكفره عندما تحرّك عبد الله بن الزبير ضدّه في مكة ؛ فقد وجّه جيشاً لإجهاض تحرّك ابن الزبير وزوّده برسالة إليه ، وردّ فيها البيت الآتي :
ادع إلهك في السّماء فإنّني |
|
أدعو عليك رجال عكٍّ وأشعرا (٢) |
جرائم حكم يزيد :
ذكر المؤرّخون أنّ يزيد ارتكب خلال فترة حكمه القصيرة التي لم تتجاوز ثلاث سنين ونصف ثلاث جرائم مروّعة لم يشهد لها التأريخ نظيراً ، بحيث لم تسوّد تأريخ الاُمويّين إلى الأبد فحسب ، وإنّما شوّهت تأريخ العالم الإسلامي كذلك.
ومن هذه الجرائم :
١ ـ انتهاك حرمة أهل بيت الوحي بقتل الإمام الحسين السّبط عليهالسلام ، ومَنْ معه من اُسرته وأصحابه ، وسبي نسائه وأطفاله ، وعرضهم على الجماهير من بلد إلى بلد سنة (٦١ هـ) وهم ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وملايين المسلمين تقدّسهم ، وتذكر فيهم الرّسول صلىاللهعليهوآله وكلّ ما في الإسلام من حقّ وخير.
٢ ـ إقدامه بعد ملحمة عاشوراء على انتهاك حرمة مدينة الرّسول صلىاللهعليهوآله ، وقتل أهلها وإباحة أعراضهم لجيش الشّام ؛ لأنّهم استعظموا قتل الإمام
__________________
(١) حياة الإمام الحسين عليهالسلام ٢ / ١٨٧ ، نقلاً عن البداية والنهاية ٨ / ١٩٢.
(٢) مروج الذهب ٢ / ٩٥.