مع أخيه الحسن وأبيه
عليّ واُمّه الزهراء عليهمالسلام
هذه المحنة وتجرّع مرارتها ، وهو لا يزال في سنّ الطفولة ، ولكنّه كان يعي جيّداً
عمق المحنة وشدّة المصيبة.
* ـ شبَّ الإمام أبو عبد الله الحسين عليهالسلام أيّام خلافة عمر ، وانصرف
مع أبيه وأخيه عن السّياسة والتّصدي للحكم في ظاهر الأمر ، وأقبل على تثقيف النّاس
وتعليمهم معالم دينهم في خطّ الرّسالة الصحيح ، والذي كان يتمثّل في سلوك والده
عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
ومواقفه المبدئية المشرّفة.
* ـ وقف الإمام الحسين عليهالسلام إلى جانب أبيه عليهالسلام في عهد عثمان ، وهو
في عنفوان شبابه يعمل مخلصاً لأجل الإسلام ، ويشترك مع أبيه في وضع حدّ للفساد
الذي أخذ يستشري في جسم الاُمّة والدولة معاً في ظلّ حكم عثمان وبطانته ، ولم
يتعدّ مواقف أبيه عليهالسلام
طيلة هذه الفترة ، بل عمل كجندي مخلص للقيادة الشّرعية التي أناطها رسول الله صلىاللهعليهوآله بأبيه المرتضى عليهالسلام.
* ـ وفي عهد الدولة العلوية المباركة وقف
الحسين إلى جانب أبيه عليهماالسلام
في جميع مواقفه وحروبه ، ولم يتوانَ عن قتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، بينما
كان أبوه حريصاً على حياته وحياة أخيه الحسن عليهالسلام
؛ خشية انقطاع نسل رسول الله صلىاللهعليهوآله
بموتهما ، وبقيا إلى جانب أبيهما حتّى آخر لحظة ، وهما يعانيان من أهل العراق ما
كان يعانيه أبوهما المرتضى عليهالسلام
حتّى استشهد في بيت من بيوت الله ، وفاز بالشّهادة وهو في محراب العبادة بمسجد
الكوفة ، وفي أقدس لحظات حياته ، أعني لحظة العبادة والتوجّه إلى ربّ الكعبة ، حيث
خرّ صريعاً وهو يقول : «فزتُ
وربِّ الكعبة».
* ـ ثمّ وقف إلى جانب أخيه الحسن
المجتبى عليهماالسلام
بعد أن بايعه بالخلافة ، كما بايعه عامّة المسلمين في الكوفة من المهاجرين
والأنصار