والقضاء ينزل من السّماء.
فقال أبو عبد الله عليهالسلام
: «صدقت ، للهِ الأمر ، واللهُ يفعل ما يشاء ، وكلّ يوم ربّنا هو في شأن ، إن نزل
القضاء بما نحبّ فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشّكر ، وإن حال
القضاء دون الرجاء فلم يتعدَّ مَنْ كان الحقُّ نيّتَه والتقوى سريرَتَه» .
ثمّ واصل الإمام عليهالسلام مسيرته بعزم وثبات
، ولم يثنه عن عزيمته قول الفرزدق في تخاذل النّاس عنه وتجاوبهم مع الاُمويّين.
كتاب الإمام عليهالسلام لأهل الكوفة
ولمّا وافى الإمام الحسين عليهالسلام الحاجر من بطن ذي
الرُّمّة ـ وهو أحد منازل الحجّ من طريق البادية ـ كتب كتاباً لشيعته من أهل
الكوفة يعلمهم بالقدوم إليهم ، ولم يكن عليهالسلام
قد وصله خبر ابن عقيل ، هذا نصّه :
بسم الله الرحمن الرحيم
من
الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين :
سلام
عليكم. فإنّي أحْمَدُ إليكم الله الذي لا إله إلاّ هو.
أمّا
بعد ، فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يُخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع مَلَئكم على
نصرنا والطلب بحقّنا ، فسألت الله أن يُحسن لنا الصّنيع ، وأن يُثيبكم على ذلك
أعظم الأجر ، وقد شَخَصْتُ إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم
التروية ،
__________________