وسلّمت أمره إلى الله.
فقال لها : «يا اُمّاه ، قد شاء الله (عزّ وجلّ) أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً ، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشرّدين ، وأطفالي مذبوحين مظلومين مأسورين مقيّدين ، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولا معيناً».
وفي رواية اُخرى : قالت اُمّ سلمة : وعندي تربة دفعها إليَّ جدّك في قارورة ، فقال : «والله إنّي مقتول كذلك ، وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضاً». ثمّ أخذ تربةً فجعلها في قارورة وأعطاها إيّاها ، وقال : «اجعليها مع قارورة جدّي فإذا فاضتا دماً فاعلمي أنّي قد قتلت» (١).
وروى الطوسي عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن الفضيل بن يسار قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «لمّا توجه الحسين عليهالسلام إلى العراق ، ودفع إلى اُمّ سلمة زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله الوصية والكتب وغير ذلك قال لها : إذا أتاك أكبر ولدي فادفعي إليه ما قد دفعت إليك. فلمّا قُتل الحسين عليهالسلام أتى عليّ بن الحسين عليهالسلام اُمّ سلمة فدفعت إليه كلّ شيء أعطاها الحسين عليهالسلام» (٢).
وروى عليّ بن يونس العاملي في كتاب الصراط المستقيم النصّ على عليّ بن الحسين عليهالسلام في حديث ، ثمّ قال : وكتب الحسين عليهالسلام وصيّته وأودعها اُمّ سلمة ، وجعل طلبها منها علامة على إمامة الطالب لها من الأنام ، فطلبها الإمام زين العابدين عليهالسلام (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٣١ ، والعوالم ١٧ / ١٨٠ ، وينابيع المودّة / ٤٠٥ ... إلى قوله : بكت اُمّ سلمة بكاءً شديداً.
(٢) الغيبة ـ للطوسي / ١١٨ ح ١٤٨ ، وإثبات الهداة ٥ / ٢١٤.
(٣) إثبات الهداة ٥ / ٢١٦ ح ٨.