عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (١)؟! أم طبع اللّه على قلوبهم فهم لا يفقهون؟! أم (قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللّه الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللّه فِيهِمْ خَيْرا لاَءَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٢) أم (قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) (٣) بل هو فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم.
فكيف لهم بإختيار الإمام؟! والإمام عالم لا يجهل وراعٍ لا ينكل (٤) ، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ونسل المطهّرة البتول ، لا مغمز فيه في نسب ولا يدانيه ذو حسب ، فالبيت من قريش والذروة من هاشم والعترة من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والرضا من اللّه عزوجل ، شرف الأشراف والفرع من عبد مناف ، نامي العلم ، ملُ الحلم ، مضطلع بالإمامة ، عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر اللّه عزوجل ، ناصح لعباد اللّه ، حافظ لدين اللّه.
إنّ الأنبياء والأئمّة صلوات اللّه عليهم يوفّقهم اللّه ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (٥) ، وقوله تبارك وتعالى :
__________________
(١) سورة محمّد : (الآية ٢٤).
(٢) سورة الأنفال : (الآيات ٢١ ـ ٢٣).
(٣) سورة البقرة : (الآية ٩٣).
(٤) أي لا يضعف ولا يجبن.
(٥) سورة يونس : (الآية ٣٥).