الواصفين!
فأين الإختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟!
أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم؟!
كذّبتهم واللّه أنفسهم ومنّتهم الأباطيل (١) ، فاتّقوا (٢) مرتقا صعبا دحضا تزلّ عنه إلى الحضيض أقدامهم ، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة وآراء مضلّة ، فلم يزدادوا منه إلاّ بعدا ، [قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون] ولقد راموا صعبا وقالوا إفكا وضلّوا ضلالاً بعيدا ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة وزيّن لهم الشيطان أعمالهم ، فصدّهم عن السبيل وكانوا مستبصرين.
رغبوا عن إختيار اللّه وإختيار رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته إلى إختيارهم والقرآن يناديهم : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللّه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٣) وقال عزوجل : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللّه وَرَسُولُهُ أَمْرا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (٤) ـ الآية ، وقال : (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُم أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (٥) وقال عزوجل : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ
__________________
(١) أي أوقعت في أنفسهم الأماني الباطلة ، والدحض هو الزَلَق.
(٢) في عيون أخبار الرضا عليهالسلام : فارتقوا.
(٣) سورة القصص : (الآية ٦٨).
(٤) سورة الأحزاب : (الآية ٣٦).
(٥) سورة القلم : (الآية ٣٦ ـ ٤١).