قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، ففعل ذلك موسى عليهالسلام فنادى ربنا عزوجل يا أمة محمد! فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم » لبيك اللهم لبيك لبيك ، لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك [لبيك] « قال : فجعل الله عزوجل تلك الإجابة شعار الحج ».
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وقد أخرجته في تفسير القرآن.
باب
* (ما يجب على المحرم اجتنابه من الرفث والفسوق والجدال (١)) *
* (في الحج) *
٢٥٨٧ ـ روى محمد بن مسلم ، والحلبي جميعا عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : « الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج » (٢) فقال : إن الله عزوجل اشترط على الناس شرطا وشرط لهم شرطا ، فمن وفى له وفى الله له ، فقالا له : فما الذي اشترط عليهم وما الذي شرط لهم؟ فقال : أما الذي اشترط عليهم فإنه قال : « الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ». وأما ما شرط لهم فإنه قال : « فمن تعضل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى » قال يرجع ولا ذنب له ، فقالا له : أرأيت من ابتلي بالفسوق ما عليه؟ فقال : لم يجعل الله عزوجل له حدا يستغفر الله ويلبي ، فقالا له : فمن ابتلي بالجدال ما عليه؟ فقال : إذا جادل فوق مرتين فعلى المصيب دم يهريقه شاة ، وعلى المخطئ بقرة (٣) وقال أبي ـ رضياللهعنه ـ في رسالته إلي (٤) : إتق في إحرامك الكذب
__________________
(١) الرفث هو الجماع أو الأعم منه ومن الفحش والكلام القبيح ، والفسوق : الكذب ، والجدال هو قول : « لا والله وبلى والله ».
(٢) أي لاجماع ولا كذب ولا سباب ولا جدال في أيام الحج.
(٣) يعنى يجب على الصادق في يمينه دم شاة يهريقه ويطعمها على المساكين ، وعلى المخطئ بقرة.
(٤) اكتفى في هذه الأحكام بقول أبيه ولم ينقل الأخبار الواردة فيها اختصارا.