أول الوقت إذا كنت مع إمام تقتدي به ، فإذا كنت وحدك فابدأ بالمكتوبة » (١).
وهذه الأخبار يستفاد منها جواز النافلة في وقت الفريضة مطلقا ، خصوصا إذا كانت الجماعة منتظرة ، فالأولى حمل ما عارضها على الكراهة جمعا.
[ شروط النوافل وكيفيّتها ]
وحيث ذكر أصناف النوافل مطلقة ، شرع في ذكر كيفيتها وشرائطها ( و ) شيء من أحكامها ، فقال : ركعة ( الوتر ) وحدها ( بتسليمة ) قائما ( وصلاة الأعرابي كالصبح والظهرين ) كيفيّة وترتيبا بمعنى أنّها عشر ركعات ، ركعتان أوّلا بتسليم ، ثمّ أربع بتسليم ، ثمّ أربع بتسليم ، نسبت هذه الصلاة إلى الأعرابي ، لأنّه السبب في ظهور شرعيّتها ، كصلاة جعفر عليهالسلام.
وروى الشيخ مرسلا ، عن زيد بن ثابت قال : « أتى رجل من الأعراب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله إنّا نكون في هذه البادية بعيدا من المدينة ، ولا نقدر أن نأتيك في كلّ جمعة ، فدلّني على عمل فيه فضل صلاة الجمعة إذا مضيت إلى أهلي خبّرتهم به ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( إذا كان ارتفاع النهار فصلّ ركعتين ، تقرأ في أوّل ركعة الحَمدُ مرّة و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) سبع مرّات ، واقرأ في الثانية الحَمْدُ مرّة و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ ) سبع مرّات ، فإذا سلّمت فاقرأ آية الكرسي سبع مرّات ، ثمّ تصلّي ثمان ركعات بتسليمتين وتقرأ في كلّ ركعة منها الحَمدُ مرّة و ( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) مرّة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) خمسا وعشرين مرّة ، فإذا فرغت من صلاتك فقل : « سبحان ربّ العرش الكريم ، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، فوالذي اصطفى محمّدا بالنبوّة ، ما من مؤمِن ولا مؤمنة يصلّي هذه الصلاة يوم الجمعة كما أقول إلّا وأنا ضامن له الجنّة ، ولا يقوم من مقامه حتّى يغفر الله له ذنوبه ولأبويه ذنوبهما » (٢) ).
__________________
(١) « تهذيب الأحكام » ٢ : ٢٦٤ ـ ١٠٥٢.
(٢) « مصباح المتهجّد » ٣١٧.