بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وهو حسبي ونعم الوكيل
الحمد لله الذي شرع لنا معالم دينه الفرضيّة والنفليّة ، وشرح صدورنا بلمعة من بيان دروس الأحكام التكليفيّة ، والصلاة على نبيّه وحبيبه محمّد الموصل إلى غاية المراد وذكري السداد من الملّة الحنيفيّة ، وعلى آله مؤسّسي القواعد الشرعيّة والفوائد الدينيّة ، وعلى أصحابه وأزواجه وأتباعه المرضيّة.
وبعد فهذه كلمات قليلة وتنبيهات جليلة وفوائد مليّة تنقّح « الرسالة النفليّة » وتوضّح مبانيها وتحقّق معانيها وتكشف ملتبسها وتشغف ملتمسها ، مقتصر على مناسبة مقتضى الحال من الإعراض عن تطويل المقال بمأخذ الأحكام بطريق الاستدلال ، فإنّ الغرض من الرسالة مجرّد الإعمال والتنبيه على جميل الخصال وحميد الخلال ، جعلها الله تعالى سببا لثوابه الجسيم وفضله العميم ، إنّه الجواد الكريم ، وسمّيتها « الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة » ومن الله استمدّ التوفيق ، إنّه بذلك حقيق.
قال المصنّف الشيخ الإمام السعيد أبو عبد الله الشهيد رفع الله درجته كما شرّف خاتمته : ( بسم الله الرّحمن الرّحيم ) متيمّنا بتصدير رسالته باسم الله تعالى العظيم ، متأسيّا بكتابه الكريم ، ممتثلا للأثر الوارد في ذلك عن النبيّ وآله عليهم أفضل الصلاة