ومعنى « أقلّته قدماي » : أي حملتاه وقامتا به ، ومعناه : جميع جسمي.
وفي الإتيان بها بعد قوله : « خشع لك سمعي وبصري ». إلى آخره ، تعميم بعد التخصيص.
وقوله : « لله ربّ العالمين » يمكن كونه خبر مبتدأ محذوف ، أي جميع ذلك لله تعالى وإن كان قد ذكر أنّ بعضه لله ، فإنّ بعضه وهو قوله : « وبك آمنت وعليك توكّلت » لم يدلّ لفظه على كونه له.
ويمكن كونه بدلا من قوله : « لك سمعي ». إلى آخره ، أبدل الظاهر من الضمير ، والتفت من الخطاب إلى الغيبة.
والظاهر أنّ هذا الدعاء يختصّ بالمنفرد إلّا مع حبّ المأموم الإطالة ، فيستحبّ للإمام والمأموم. ويشترط انحصار المأمومين واتّفاقهم عليها.
( وإسماع الإمام من خلفه الذكر ، وأسرار المأموم ) وقد تقدّم ، وأمّا المنفرد فذكره تابع لقراءته استحبابا ( وزيادة الطمأنينة في رفع الرأس منه بغير إفراط ) بل بقدر الذكر الواقع فيه مستحبّا ( و ) هو ( قول سمع الله لمن حمده ) ضمّن « سمع » معنى استحباب ، فعدّي باللام ، وإلّا فالسمع متعدّ بنفسه كما قال الله تعالى ( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ ) (١) كما أنّ قوله : ( لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى ) (٢) ضمّن معنى يصغون فعدّي بـ « إلى » وهذه الكلمة خبر معناه الطلب والدعاء لا ثناء ، كما دلّت عليه رواية المفضّل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام حيث قال له : جعلت فداك علّمني دعاء جامعا ، فقال لي : « احمد الله ، فإنّه لا يبقى أحد يصلّي إلّا دعا لك ، يقول : سمع الله لمن حمده » (٣).
( و ) يقول بعده : ( الحمد لله ربّ العالمين أهل الكبرياء والجود والعظمة الله ربّ العالمين ) هكذا وجدته بخطّ المصنّف رحمهالله تعالى ـ بإثبات الألف في الله أخيرا.
وفي بعض نسخ الرسالة بخطّ غيره : « لله » بغير ألف ، وهو الموافق لرواية زرارة
__________________
(١) « ق » ٥٠ : ٤٢.
(٢) « الصافّات » ٣٧ : ٨.
(٣) « الكافي » ٢ : ٥٠٣ باب التحميد والتمجيد ، ح ١.