لا يلتفت يمينا ولا شمالا ، بل يجعل نظره إلى موضع سجوده.
وقد روي عن النبيّ (١) صلىاللهعليهوآله أنّه كان يرفع بصره إلى السماء في صلاته فلمّا نزلت الآية طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى الأرض.
وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال : « أما إنّه لو خشع قلبه خشعت جوارحه » (٢). وفيه دلالة على أنّ الخشوع في الصلاة يكون في القلب والجوارح ، فأمّا بالقلب فهو أن يفرغه بجمع الهمّة لها والإعراض عمّا سواها ، فلا يكون فيه غير العبادة والمعبود. وأمّا الجوارح فهو غضّ البصر والإقبال عليها وترك الالتفات والعبث ونحوهما.
( والاستكانة ) وقد تقدّم (٣) تفسيرها وهي ترجع إلى الخشوع ( والوقار والتشبّه بقيام العبد ) الذليل بين يدي مولاه الجليل ، فإن لم يكن المصلّي يرى الله فإنّ الله يراه.
( وعدم الكسل والنعاس ) ونحوهما من منافيات الإقبال.
( و ) عدم ( الاستعجال ) فإنّ المصلي إذا استعجل بصلاته يقول الله تعالى لملائكته : انظروا إلى عبدي كأنّه يرى أنّ رزقه بيد غيري (٤).
( وإقامة الصلب والنحر ) روى حريز ، عن الباقر عليهالسلام في قوله تعالى ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) (٥) قال : « النحر : الاعتدال في القيام أن يقيم صلبه ونحره » (٦).
( والنظر إلى موضع سجوده بغير تحديق ) إليه ، بل يجعل بصره خاشعا ، وقد تقدّم وجهه.
( وأن يفرّق بين قدميه قدر ثلاث أصابع مفرّجات إلى شبر أو فتر ) روى الحدّ الأوّل
__________________
(١) « كنز العمّال » ٨ : ٢٠١ ـ ٢٢٥٤٦ باب مندوبات الصلاة.
(٢) « كنز العمال » ٨ : ١٩٧ ـ ٢٢٥٣٠ ، مكروهات متفرّقة.
(٣) تقدّم في الصفحة : ١٦٩.
(٤) لم نعثر عليه فيما لدينا من المصادر.
(٥) « الكوثر » ١٠٨ : ٢.
(٦) « الكافي » ٣ : ٣٣٦ باب القيام والقعود في الصلاة ، ح ٩.