وما عليه الصحابة شيء آخر.
ولا يمكن الربط بين الأمرين.
إن محاولة الربط بين الرسول والصحابة من
قبل أهل السنة إنما هي محاولة التغطية على تجاوزاتهم وخلافاتهم وإضفاء القدسية
عليها وهو نهج أهل السنة الدائم الذين يستمدون من رواياتهم وأقوالهم عقائدهم
وأفكارهم ، فمن ثم فإن محاولة المساس بالصحابة في منظورهم تعد مساساً بالرسول وبالدين.
وهذا المعتقد المبالغ فيه عندهم يعد أحد
نقاط الخلاف الرئيسية بينهم وبين الفرق الأخرى التي تحكم العقل ولا تقدس الرواية.
لقد وقع الصدام بين الصحابة من بعد وفاة
الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مباشرة وبرزت طائفة المنافقين والقبليين لتقوم
بدورها الذي لم تستطع القيام به في حياته ـ في العمل على الانحراف بالمسلمين عن
نهجه القويم.
بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) ضرب آل البيت والصحابة التابعين لهم.
وساد الحزب القبلي والصحابة التابعين له.
وفي عهد عثمان ضرب النهج القبلي وساد
النهج الأموي والصحابة المتحالفين معه.
__________________