وفي عهد الإمام علي انقسم الصحابة إلى ثلاث جبهات :
جبهة تحالفت مع الإمام علي.
وجبهة تحالفت مع معاوية.
وجبهة وقفت على الحياد (١).
هذا ما كان عليه الصحابة في عالم الحكم والسياسة.
أما ما كانوا عليه في عالم الفقة والدين فلم يكونوا على مشرب واحد أو على درجة واحدة (٢).
وما كانوا عليه من جانب الأخلاق والتقيد بالدين كذلك ، فلم يكونوا على مستوى واحد ودرجة واحدة (٣).
كذلك ما كانوا على درجة واحدة في الجهاد والبذل والعطاء.
وإذا كان الصحابة لم يكونوا كتلة واحدة.
ولم يكونوا على حظ واحد من العلم.
وكان بينهم المنافقين والقبليين.
فكيف يمكن للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يلزم الأمة بالاقتداء بهم جملة دون تحديد الطائفة المختارة من بينهم؟
__________________
١ ـ أنظر لنا المرجع السابق وكتب التاريخ فترة الخلفاء الأربعة.
٢ ـ لم يكن الصحابة على صلة دائمة بالنبي في حياته وحضور مجالسه بانتظام وإنما كان هناك عدد من الصحابة كان ملتصقاً به على الدوام على رأسهم الإمام علي الذي تميز بكونه أعلم الصحابة. انظر سيرة الرسول في المدينة.
٣ ـ انظر خلافات الصحابة وصداماتهم مع بعضهم البعض وتجاوزاتهم مع الرسول في كتب السيرة والتراجم وانظر سورة التوبة.