والجواب بالطبع لا وإلاّ ما كان هناك مبرر لظهور الفرق والاتجاهات الأخرى التي ناصبتهم العداء التي برهنت من خلال اطروحاتها عدم استقامة أهل السنة مع نهج الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
وتصدع أهل السنة وتعدّد فرقهم هو برهان آخر على عدم توافقهم مع أمر الرسول ، وبرهان أيضاً على كونهم ليسوا الجماعة المقصودة التي يمكن اعتبارها الفرقة الناجية.
إنّ الخلاف إنّما يبرز في حالة الانحراف عن الاستقامة على أمر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولو كان أهل السنة يعبرون التعبير الشرعي الحقيقي عن الدين لما كان هناك مبرر لاصطدام الفرق الأخرى بهم ومخاصمتها لهم وعدم اعترافها بعقائدهم وأفكارهم ولكان الخلاف بينهم وبين الآخرين ينحصر في دائرة الأمور الفرعية الاجتهادية ، أما هذا الخلاف الذي وصل إلى الأصول بينهم وبين الآخرين فيدل على أنهم لا يعبرون عن الدين وأصوله وإنما يعبرون عن اعتقادات وأفكار خاصة بهم.
والدائرة الثانية التي حددتها الروايات هي دائرة الصحابة فقد حصرت الفرقة الناحية في حدود ما أنا عليه وأصحابي.
ولو كانت الرواية قد توقفت على قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أنا عليه فقط لكان الأمر مقبولا ولاستقامت الرواية مع رواية من أحدث في أمرنا ، ويكون الضمير في كلتاهما يعود على الرسول ، لكن أن يربط أمر الرسول بأمر صحابته فهذا ما يتوقف فيه العقل.
فما عليه الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شيء.