سوى الله تعالى ، وأحدث القول بالمنزلة بين المنزلتين في الفاسق ، ثم أنه شكك في الصحابة.
وأما زعيمهم أبو الهزيل فإنه قال بفناء مقدرات الله تعالى حتى لا يكون بعدها قادراً على شيء.
وأما زعيمهم النظام فهو الذي نفى نهاية الجسم أو الجزء ، وأبطل بذلك إحصاء الباري تعالى لأجزاء العالم وعلمه بكمية أجزائه ، وزعم أن الإنسان هو الروح وأنكر وقوع الطلاق بالكنايات.
وزعم الجاحظ منهم أن لا فعل للإنسان إلاّ أراده ، وأن المعارف كلّها ضرورية ، ومن لم يضطر إلى معرفة الله لم يكن مكلفاً ولا مستحقاً للعقاب.
وزعم تمامة أن المعارف ضرورية ، وأن عامة الدهرية وسائرة الكفرة يصيرون في الآخرة تراباً لا يعاقب واحد منهم ، وحرم السبي واستفراش ـ جماع ـ الإماء.
وأنواع كفرهم لا يحصيها إلاّ الله تعالى ، وقد اختلف أصحابنا فيهم : فمنهم من قال : حكمهم حكم المجوس ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : القدرية مجوس هذه الأمة.
ومنهم من قال : حكمهم حكم المرتدين.
وقال في المجسمة والمشبهة : كل من شبه ربه بصورة الإنسان من البيانية والمغيرية والجواربية المنسوبة إلى داود الجواربي والهشامية المنسوبة إلى هشام بن سالم ، فإنما يعبد إنساناً مثله ويكون حكمه في الذبيحة والنكاح كحكم عبدة الأوثان.