ومن بعده حكام المماليك والعثمانيين الذين بطشوا بالمخالفين وأراقوا دمائهم تحت مظلة أهل السنة (١).
ومن قبل ظهور فرق أهل السنة عمل الحكام على استثمار فرقة المرجئة وفرقة الجبرية في إضفاء المشروعية على جرائمهم ومنكراتهم وتخدير الجماهير المسلمة في فترة برز فيها الصراع المسلح حول فكرة الإمامة ومشروعيتها بين آل البيت وشيعتهم وبين الأمويين والخوارج الذين ناصبوا كلا الطرفين العداء.
وقد برزت فرقة المرجئة كفرقة محايدة تنادى بالاعتدال والامتناع عن اتخاذ موقف من الفرق المتنازعة وإرجاء الأمر إلى الله ، وهذه الفكرة جاءت في صالح حكام بني أمية ، إذ من شأنها أن تدفع قطاعات من المسلمين إلى الابتعاد عن مناصرة الشيعة أو الخوارج على الأقل فضلا عن اعتزال العمل العسكري والسياسي (٢).
__________________
١ ـ حاول بعض أمراء المماليك استثمار ابن تيمية ضد الفرق الأخرى ، وقد حرض ابن تيمية حكام المماليك على الشيعة في الشام. أنظر أحداث مذبحة كسروان عام ٧٠٥ هـ في كتب التاريخ. وأنظر إعدام الطالب الشيعي في دمشق بفتوى مالكية عام ٧٥٥ هـ. وأنظر بطش العثمانيين بالشيعة وقتلهم فقهاء الشيعة وحصول السلطان سليم على فتوى بجواز قتل الشيعة من فقهاء الفرق السنية. وعلى ضوء هذه الفتوى تم قتل الآلاف من الشيعة في الشام وبلاد الأناضول.
وأنظر الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ج ١. وأنظر تاريخ الدولة العثمانية في البلاد العربية.
٢ ـ فكرة المرجئة قد تم تطويرها فيما بعد لتخرج عن النطاق السياسي إلى النطاق الشرعي