(٢)
اصطدام ابن حزم بالفرق الأخرى المنافسة له من فرق أهل السنة في ساحة الأندلس وعلى رأسها فرقة المالكية وفرقة الشافعية ، وكذلك فإن هذه الفرق تربّصت به ودبّرت له ولفرقته المؤامرات وسعت ضده لدى الحكّام.
وكان ابن حزم سليط اللسان كثير التحامل على خصومه من أهل السنة ، وقد صنّف الكثير من الكتب في الفقه والحديث والملل والنحل والأصول والأدب والتاريخ والرد على المعارضين وصلت إلى نحو أربعمائة مجلد (١).
ولاقت مؤلفات ابن حزم صداً واضطهاداً وتعتيماً من قبل فرق أهل السنة الأخرى حتى أن بعضها سعى إلى حاكم أشبيلية المعتضد بن عباد الذي أصدر قراره بإحراق كتب ابن حزم علانية.
وقال ابن حبان : كمل من مصنفاته في فنون العلم وقرّ بعير ، لم يعد أكثرها بادية لتزهد الفقهاء وطلاب العلم فيها ، حتى أحراق بعضها بأشبيلية ومزّقت علانية (٢).
وفي مواجهة هذه الحادثة التي نالت كتب ابن حزم قال شعراً :
__________________
١ ـ انظر معجم الأدباء لياقوت الحموي ج ١٢ / ٢٣٨ وما بعدها. وكان ابن حزم كثير الوقوع في الأشاعرة.
٢ ـ انظر الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ج ١ / ١٤٢.