وكان الحنابلة قد اعتدوا على الطبري في المسجد وقذفوه بالمحابر وطاردوه حتى بيته وأخذوا يرجمون البيت وتدخّلت الشرطة لحسم الأمر (١).
وفي أيام الراضي وقعت فتنة البربهاري زعيم فرقة الحنابلة ، وكان شديد التطرف كثير الصدام مع الفرق المخالفة من أهل السنة وغيرهم أحدث فتنة كبيرة عام ٣٢٣ هـ.
قال ابن العماد عن حوادث هذه السنة : وفيها فتنة البربهاري شيخ الحنابلة فنودي أن لا يجتمع اثنان من أصحابه وحبس جماعة منهم وهرب هو (٢).
وفي أيام المقتدي بأمر الله ، قدم بغداد أبو نصر بن أبي القاسم القشيري الأشعري ووقعت صدامات بينه وبين الحنابلة في عام ٤٩٦ هـ.
قال السيوطي : وفي سنة تسع وستين قدم بغداد أبو نصر بن الأستاذ أبي القاسم الأشعري حاجاً فوعظ بالنظامية ـ أي خطب وألقى دروساً بالمدرسة النظامية ـ وجرى له فتنة كبيرة مع الحنابلة ، لأنه تكلّم على مذهب الأشعري وحط منهم ـ أي نال من الحنابلة ـ وكثر أتباعه
__________________
١ ـ انظر ترجمة الطبري في كتب التاريخ ، وانظر لنا كتاب الكلمة والسيف.
وكان سبب ثورة الحنابلة عليه هو حديث جلوس الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على العرش ، حيث رفض أن تفسّر الآية المذكورة على هذا النحو.
٢ ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج ٢ أخبار سنة ٣٢٣ هـ ، والراضي هو أبو العباس محمد بن المقتدر بن المعتضد بن طلحة بن المتوكل ، مات مريضاً عام ٣٢٩ هـ.