والمعتزلة ، مع أن
البون شاسع بين الخوارج والفرق الأخرى ، فإن الخوارج لا يحملون نهجاً عقائدياً
كحال بقية الفرق إنما حملوا بعض الأفكار التكفيرية واستحلوا أموال المسلمين
ودمائهم على أساسها ودخلوا في مواجهات مسلحة مع خصومهم.
والفرق الأخرى حملت شعار العقل والفكر
والكلام والحوار والمنطق ، هذه الأمور التي محل رفض من قبل أهل السنة الذين سلكوا
في مواجهة خصومهم سلوكاً يعد امتداداً لسلوك الخوارج.
وعند حديث البغدادي عن المعتزلة
والقدرية قال : إن المعتزلة افترقت فيما بينها عشرين فرقة كل فرقة تكفر سائرها.
والمعتزلة فرقة تقدّس العقل ، فمن ثم هي
ترفض الأحاديث الخاصة بصفات الله وترفض عذاب القبر ، وتعتبر العدل أصل من أصول
الدين ، وتقول بخلق القرآن ، وهذه الأمور كافية للحكم بضلالهم وزيغهم عند أهل
السنة.
إلاّ أن هذه الأمور بمقياس الدين لا
تمثّل خرقاً له ولا تصطدم بأصوله فقضية إنكار الأحاديث ونفي الصفات الواردة فيها
الخاصة بالله عزوجل
__________________